يتميز التيك توكر محمد حجازي بحضور فائق المرونة عبر فيديوهاته المتنوعة. هو يعمد إلى تسجيل يومياته المسلية بحيادية ملحوظة. فتأتي المشاهدات بعفوية وانسيابية. لا يجد المتابع لمحمد حجازي صعوبة في استعادة الفيديوهات العائدة له. يقبل عليها بدون قصد مسبق لكنها سرعان ما تتحول إلى عامل إدمان بالنسبة له بفعل سلاستها وخفة الظل التي يتمتع به صاحبها.
يشعر المتابع أنه شريك لصانع المحتوى. يستهويه أن يشاركه في رياضته الصباحية، وأن يرافقه في رحلاته عبر السيارة، وفي سفراته إلى الأماكن السياحية. ينسجم مع دردشاته اللطيفة عندما يكون بصحبة رفاقه ورفيقاته. ويضحك للمقالب الطريفة التي يوقع بها أصحابه أو يتلقاها منهم. كذلك هو يتفاعل بعفوية مطلقة مع تمايل التيك توكر على إيقاع أغنية شبابية محببة..
في الفيديوهات التي يقدمها حجازي تتقدم الحركة على الكلام، وهي سمة نادرة في ما يعرض على التيك توك. تتيح للمشاهد فرصة مختلفة من التلقي، ونوعية مغايرة من التفاعل. من شأن هذا الأسلوب المتفرد أن يطرح تحديات لا يستهان على غالبية الناشطين على التيك توك الذين ينحازون إلى الكلام ما يفقد المشهدية الكثير من عناصر روعتها.
ما يسجل لمحمد حجازي أيضاً أن مشاركته في التحديات مع المنافسين عبر التطبيق تتميز بهدوء لافت. لا وجود للصخب المزعج في بثوثه المباشرة، وليس هناك من أحكام مثيرة للتقزز كما يحصل في العادة. وهو الأمر الذي يثير نفور السواد الأعظم من المتابعين وإن كان يرضي بعضهم.
محمد حجازي علامة فارقة على شاشة التيك توك. يسير واثقاً صوب التألق مستنداً إلى بساطته وعفوية آدائه. وهو يستحق ليس أن يُشاهَد فقط بل وأن يُقلَّد أيضاً، بسبب من كونه نموذجاً متفرداً قادراً على أن يمنح التيك توك الكثير من عوامل تمايزه.